مشاركات العرب في أولمبياد كرة القدم عبر التاريخ

أولمبياد باريس 1900

 تنظيم ولا أسوء وأحداث ولا أغرب 

 

الألعاب الأولمبية .. باريس (1900) فرنسا ..

يستعرض معكم موقع كورابيديا في حصاد تاريخي مسلسل من نوع خاص، قصة الألعاب الأولمبية من بدايتها، وما صاحبها من أحداث وظواهر، وكل ما نتج عنها من أرقام وحقائق وإحصائيات .. في سلسلة تاريخية عن الدورات الأولمبية .. تابعونا

كتابة وإعداد :: أحمد فؤاد

الألعاب الأولمبية .. باريس (1900) – تحقيق رغبة “كوبرتان” والخلط بين المصالح والطموح

بعد النجاح الذي تميّزت به دورة الألعاب الأولمبية الأولى أثينا (1896)، اعتقد الكثيرون أن أثينا ستكون مقرا دائما لتنظيم الأولمبياد، ولكن اللجنة الأوليمبية رفضت ذلك الاعتقاد والذي كان من أشد المؤيدين له ملك اليونان ..

حيث قررت أن تقام الألعاب التالية عام 1900 في فرنسا وتحديداً في العاصمة باريس ، وذلك تكريماً لمؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة البارون “بيار دو كوبرتان” ، وأيضا تحقيقا لرغبته السابقة في إسناد شرف التنظيم لفرنسا ..

ومن جهة أخرى أرادت “فرنسا” كدولة بتنظيمها لهذا الحدث، أن تظهر للعالم ما وصلت إليه من قوة اقتصادية ونفوذ توسعي لإمبراطورتيها ولاسيما في إفريقيا ..

 فقررت السلطات العليا في فرنسا أن تقام الألعاب الأولمبية الثانية في إطار فعاليات معرض باريس العالمي أو كجزء منه .. في مزج وخلط واضح بين الطموح الرياضي والمصالح العليا ..

ولكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، فتسبب معرض باريس العالمي والخلط في التوقيت بين الحدثين، في سحب البساط من ، الألعاب الأولمبية وذلك بسبب جذبه للزائرين على حساب الحدث الأولمبي ..

معرض باريس الدولي .. هو فعالية عالمية أقيمت في الفترة من 14 أبريل إلى 12 نوفمبر 1900 ، للاحتفال بإنجازات القرن الماضي.. والتعريف بالابتكارات الحديثة التي ينتظرها العالم في القرن القادم .. وقد زار هذه الفاعلية قرابة ال 50 مليون زائر في تلك الفترة .. تعرف أكثر على معرض باريس العالمي من هنا 

 في ظل زخم وزحام فاعليات المعرض تعرضت الدورة لإهمال تنظيمي جسيم، مما أدي إلي غياب روح المنافسة في المنافسات المختلفة وفشلها فشل ذريع من الناحية التنظيمية .. وهذا ما سنتعرف علي تفاصيله عزيزي القارئ في السطور القادمة ..

 

أولمبياد باريس 1900 – التنظيم الأسوأ والأحداث الغريبة تهدد الحلم الأولمبي 

حجب معرض باريس العالمي المتعدّد الأهداف والذي افتتح به الرئيس إميل لوبيه عهده، الأنظار عن الألعاب الأولمبية بشكل كبير..

حيث استقطبت العاصمة باريس نحو 50 مليون زائر، في نجاح منقطع النظير للمعرض ،في مقابل ثلاثة آلاف فقط تابعوا ألعاب أولمبياد باريس 1900 ..

 وفى نفس الوقت كانت هناك مناسبات هامة جانبية كثيرة جذبت الاهتمام عنها أيضا، ومنها زيارة قيصر روسيا “ألكسندر الثالث” الذي حضر ليجسّد التحالف بين الدولتين، وذلك تمثل في تدشين جسر فوق نهر السين حمل اسمه. 

كلها أمور جعلت دورة الألعاب الأولمبية بباريس تحصد الميدالية الذهبية كأسوأ تنظيم، وهذا توصيف خاص بي كناية عن ما شهدته الدورة من أحداث غريبة وكوارث من ناحية المستوى التنظيمي.

 فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن الدورة لم تشهد أي كلمات بروتوكولية أو حفل افتتاح او ختام، وخلت الطرقات من أي يافطات إعلانية أو دعائية، والمسابقات أقيمت في أماكن غير معهودة بها، فعلى سبيل استضافت مسابقات المبارزة بعض المصانع الخاصة بإنتاج السكاكين وأدوات المائدة، وتم استخدام قوارب الإنقاذ والنجاة في سباقات التجديف.

.ونظراً لبدائية الأدوات المستخدمة والأماكن التي احتضنت المنافسات، «والخلط» الذي كان قائماً بين المعرض الدولي وبين الألعاب ، بقيت نتائج كثيرة مسجلة غير دقيقة أو واضحة سواء من ناحية الأوقات أو المسافات أو الأشخاص الذين حققوها..

كلها أمور تحطم خلالها كل ما نادى به “دو كوبرتان” وسعى لإحيائه خلال أثينا (1896)  مما دفعه للقول “إن استمرار الحركة الأولمبية بعد هذه الدورة يكاد يكون معجزة”.

أولمبياد باريس 1900 – توقيت الدورة والدول المشاركة وعدد اللاعبين

أقيمت الدورة في الفترة من ( 14 مايو إلى 28 أكتوبر)، وقد تزامن تاريخ إقامتها مع إقامة المعرض العالمي كما أشرنا سابقا..

شارك في الدورة (997) رياضياً بينهم (22) امرأة، يمثلون (24) دولة.

وقد شهدت الألعاب الأولمبية في باريس الظهور الأول للسيدات في المنافسات

شهدت الدورة انضمام العديد من الدول التي لم تشارك في دورة أثينا (1896) مثل .. 

• •  بلجيكا
  •  بوهيميا 
  •  هايتي 
  •  إسبانيا
  •  إيطاليا
  •  كندا
  •  هولندا
  •  النرويج
  •  الهند أوّل بلد آسيوي يشارك في الألعاب الأولمبية

وقد زاد عدد الألعاب الرياضية المتنافس عليها من (9) ألعاب في دورة أثينا (1896) إلي (19) لعبة في دورة باريس (1900) ..

• •  الدراجات الهوائية
  • المصارعة 
  • ألعاب القوى
  • السباحة
  • الجمباز
  • المبارزة
  • التنس
  • الرماية
  • رفع الأثقال

• • كرة القدم 
  • الجولف 
  • الفروسية 
  • الكروكيت 
  • الكريكيت 
  • الغطس
  • كرة المضرب
  • شد الحبل 
  • بولو 
  • كرة الماء
  • الإبحار 
  • التجديف
  • الرجبي

 

أولمبياد باريس 1900 – ترتيب الميداليات

حلت فرنسا الأولى في ترتيب الميداليات برصيد (26) ذهبية..

والغريب في الأمر أن اليونان مهد الألعاب الأولمبية، ومستضيفه الدورة الأولى لم تحصل على أي ميدالية في البطولة..

وجاءت قائمة ترتيب الميداليات كما وردت في السجلات الأولمبية كالتالي :-

قائمة ميداليات والترتيب النهائي – أولمبياد باريس 1900

أبرز الظواهر والأحداث التي انفردت بها دورة الألعاب الأولمبية .. باريس (1900)

 شهدت الألعاب الأولمبية بباريس، إدراج لعبة كرة القدم من ضمن عدة ألعاب تم إدراجها في الدورة لأول مرة.

تعتبر دورة الألعاب الأولمبية هي الوحيدة التي تم استخدام حيوانات حية فيها مثل البطريق كهدف في لعبة الرماية .

على الرغم من التنظيم السيء الذي أحاط بدورة الألعاب الأولمبية في باريس، إلا أنها تعتبر الدورة الأولى في التاريخ التي يتم حفظ لحظاتها سينمائياً من خلال الاختراع الجديد وقتها.

شهدت الألعاب الأولمبية في باريس الظهور والمشاركة الأولى للمرأة، والتي تمثلت في مشاركة 6 لاعبات، وقد انتزعت البريطانية “شارلوت كوبر” ذهبية التنس لتدخل التاريخ كأول بطلة أولمبية

شارلوت كوبر أول بطلة أولمبية

مفارقات ونوادر طريفة تعكس مدى ضعف نسخة أولمبياد باريس 1900

عداء فرنسي يخوض الماراثون من طريق مختصر ..

اعترض عداؤون من أمريكا على نتيجة سباق الماراثون في الدورة، بسبب أن الفرنسي الذي حصل على المركز الثاني قد أخذ طريق مختصر، وجاءوا بدليل على كلامهم، حيث أن ملابسه لم تكن مغطاة بالطين..

أول تتويج لمتوفيه في التاريخ.. 

من المفارقات الصارخة، ما جرى في منافسات الجولف حيث فازت تلميذة كلية الفنون في شيكاغو مارجاريت “إيفز أبوت” بالذهبية، وقد توفيت العام 1955 من دون أن تعرف أنها أحرزت لقباً أولمبي، ودونتها السجلات لاحقاً كأول بطلة أولمبية أميركية..

الإخوة الأحباب .. 

شهد الدور نصف النهائي لمسابقة كرة المضرب “التنس” مشاركة الفائز بذهبية المسابقة في الفردي والزوجي، الإنجليزي “لورنس دويرتي”، والطريف أن اللاعب الإنجليزي بلغ النهائي بعد انسحاب أخيه الأكبر لتفضيله عدم مواجهة شقيقه الصغير..

التيارات المائية تشارك في الألعاب الأولمبية .. 

منافسات السباحة في الألعاب الأولمبية من قبل كانت تقام في الأنهار وليست في حمامات السباحة، وكان للتيارات المائية المشهورة في نهر السين غير النظيف والموحل مثل حال الدورة، والذي استضاف منافسات السباحة دور كبير في تمكين السباحون من تحقيق أزمنة سريعة جداً قياساً على أوقات ذلك الزمان..

متفرج واحد أحيانا أفضل من لا شيء .. 

شارك في هذه الرياضة في فئة الرجال، متباريون فرنسيون فقط من باريس، لكن المفارقة أن التذكرة الوحيدة التي بيعت لحضور منافسات هذه اللعبة اشتراها رجل إنجليزي، حضر خصيصاً من مدينة نيس إلى باريس لحضور المنافسات..

 

أبرز أرقام وإحصائيات أولمبياد باريس 1900

بسبب الضعف التنظيمي في كل شيء، لم تشهد الألعاب الأولمبية بباريس إبراز للأرقام أو الإحصائيات بشكل مكثف، وبقيت نتائج كثيرة مسجلة غير دقيقة أو واضحة سواء من ناحية الأوقات أو المسافات أو الأشخاص الذين حققوها كما ذكرنا من قبل فجاءت أحداثها الغريبة أكثر من أرقامها .. 

وفي السطور القادمة سنستعرض لكم أبرز ما توصلنا إليه من أرقام أو نتائج قد تحققت في الدورة الأسوأ في التاريخ الأولمبي ..

 

• شهدت الألعاب الأولمبية تألق أمريكي في ألعاب القوي، تمثل في “ألفين كرانزلاين” أب قفز الحواجز” كما أطلق عليه، وذلك بسبب تطويره تقنية القفز بمد الساق الحرة أي الساق غير المتصلة بالأرض لحظة الارتقاء، وهي الطريقة المعتمدة ليومنا هذا وكانت السبب في انتصاراته وقتها ..

فاز “كرانزلاين” بأربعة ألقاب في ألعاب القوى في سباقات الـ 60 والـ 110 والـ 220 متر حواجز والقفز الطويل، بينما حقق مواطنه “راي إيفري” 3 ذهبيات في القفز العالي والطويل والثلاثي.

         ألفين كرانزلاين” أب قفز الحواجز“

• سيطر رياضيو الولايات المتحدة على سباقات الجري السريع السبع فحصدوا (13) ميدالية منوعة من أصل (21) ، ممثلين جامعات كولومبيا وبرنستون وبينسيلفينيا.

• شهدت الدورة أيضا أول تتويج في كرة القدم ، وذلك بعد نجاح فريق هواة من لندن يدعى “أبتون بارك أف سي” في الفوز بأول ذهبية لكرة القدم، بعد أن هزم الفرنسيين .

تعديل المقال