من الذاكرة.. عندما تُوّج رجاء سعدان بأوّل "عصبة" على حساب وهرَان
استوطنت ذكرى التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا لعام 1989 ذاكرة الرجاء البيضاوي وأنصاره، ليس فقط لأنها كانت أول كأس "عصبة" في خزينة النادي، والثانية في خزينة الكرة المغربية بعد أن فاز بها الجيش الملكي عام 85، بل لأن "النسور" أتوا بها من قلب مدينة وهران الجزائرية، الأمر الذي عادةً ما يستعصي على الأندية الوطنية القيام به، خاصةً إذا كان الخصم جزائرياً.. فالسياسة هنا وباقي التفاصيل، تسبق الجانب الرياضي.
واستطاع الرجاء البيضاوي الذي كان يقوده آنداك الإطار الجزائري، رابح سعدان، الإطاحة بمولودية وهران بعد الفوز عليه ذهاباً، بهدف السنيغالي ساليف نداي في الدقيقة 50 ، الذي أثار وقتذاك جدلاً واسعاً بداعي عدم تجاوز كرته لخط مرمى الحارس الوهراني، ثم حسم اللقب لصالحه إياباً بركلات الترجيح (4-2)، بعد تفوق زملاء لخضر بلومي في لقاء العودة بهدف دون رد.
وشهدت مباراة ذهاب النهائي التي فاز بها "رجاء" رابح سعدان بهدف نظيف، احتجاجات كثيرة من طرف مكونات نادي مولودية وهران على الطاقم التحكيمي السنغالي الذي قاد المباراة، بعدما احتسب الحكم بادارا سيني الهدف الوحيد في اللقاء لصالح الرجاء البيضاوي، وهو ما اعتبره الوهرانيون هدفاً غير شرعي، بداعي أن تسديدة ساليف نداي بعد تلقيه كرة من الركنية، لم تتجاوز خط مرمى بارودي بركان الذي أبعد الكرة (تدخل مشترك مع مهاجم الرجاء وْلد مّو الذي حاول إسكان الكرة في الشباك)، قبل أن يشتتها الدفاع، في الحين الذي أعطى فيه الحكم اشرطة لوضع الكرة في نقطة المنتصف، معلنا عن هدف للرجاء.
وتتغنى لحدود الساعة، جماهير الرجاء البيضاوي، بكأس العصبة التي حازها الفريق عام 1989 على حساب مولودية وهران الجزائري، نظراً لمكانتها في ذاكرتهم، و كذا عرفاناً منهم بجميل رابح سعدان.. قبطان سفينة "الفيردي" نهاية التسعينيات.
وكان الرجاء البيضاوي في مسار تتويجه بدوري أبطال للمرة الأولى في تاريخه، قد أطاح بنادي جان دارك الإيفواري في الدور الأول من منافسات الكأس، قبل أن يتجاوز الدور الثاني على حساب نادي جاك بورت جنتيل الغابوني، ويقصي إنتر كلوب من كونغو برازافيل في دور الربع، ويطيح بتونير ياوندي الكامروني في دور النصف، قبل أن يحرز اللقب على حساب الـ MCO في 15 دجنبر 1989.